اليومخواطر اليوم
خواطر اليوم: كم أشبه أمي

أتأمل في المرآة، فأرى تفاصيل وجهي تتحدث بلغة الزمن، تُريني ملامحاً من ذكريات طفولتي، من دفء احتضانها، ومن نظرة عينيها المليئة بالحنان. كل تجعيدة صغيرة تروي حكاية، كل لمحة من ابتسامتي هي امتداد لابتسامتها. أشعر بروحها تعيش بداخلي، بملمس يديها حين أمسح دمعتي، بحنانها الذي لم يغادرني أبداً.
أشبه أمي في طيبتها، في صبرها، وفي قوتها حين تتحدى الصعاب. أرى فيها مرآة روحي، وأجد في ملامحي ظلالاً من حكمتها وعطائها. مهما حاولتُ أن أكون مختلفة، أجد نفسي أعود دائماً إلى ملامحها، إلى تلك الصفات التي زرعتها فيّ.
فكم أشبه أمي، وكم أحب هذا الشبه، فهو يشدني دائماً إلى جذوري، إلى نبع حناني الأول، وإلى دفء حضنها الذي لا ينتهي.
بقلم: هويدا أبو الحسن


