باريس تُجدّد دعوتها لاستعادة التعاون النووي بين إيران والوكالة الذرية

باريس تُجدّد دعوتها لاستعادة التعاون النووي بين إيران والوكالة الذرية
جدّدت فرنسا دعوتها لإيران إلى استئناف تعاونها الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والعودة إلى طاولة المفاوضات بشأن برنامجها النووي.
وأبلغ وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل باروه، نظيره الإيراني عباس عراقجي، أن باريس وشركاؤها يشعرون بالـ «القلق البالغ» تجاه مسار البرنامج النووي الإيراني، داعياً طهران إلى احترام التزامات الضمانات، وتوفير تعاون «كامل وشفاف» مع «الوكالة الذرية»، بهدف التوصل إلى اتفاق «متين ودائم» يضمن عدم حصول إيران على السلاح النووي.
وأكد مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، الثلاثاء، أن الوكالة تسعى إلى استعادة التعاون الكامل مع إيران، تمهيداً لعودة أنشطة التفتيش في البلاد.
وكانت طهران قد علّقت تعاونها مع الوكالة الأممية وقيّدت وصول المفتّشين إلى مواقع محددة، مُنتقدةً عدم إدانة الوكالة الهجمات التي استهدفت منشآتها النووية.
وفي 13 حزيران، شنّت إسرائيل هجوماً غير مسبوق على منشآت استراتيجية داخل إيران، ما أدّى إلى مقتل عشرات من قادة «الحرس الثوري» ومسؤولين وعلماء مرتبطين بالبرنامج النووي. وأشعلت تلك الضربات مواجهة استمرت 12 يوماً بين البلدين، شاركت خلالها الولايات المتحدة بقصف ثلاثة مواقع نووية داخل الأراضي الإيرانية.
وتبنّى مجلس محافظي الوكالة الأسبوع الماضي، قراراً يدعو إيران إلى «تعاون كامل ودون تأخير»، ويلزمها بتقديم معلومات دقيقة حول منشآتها النووية، وإتاحة الوصول إليها بما يلبّي طلبات المدير العام، رافائيل غروسي.
وقالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة، في بيان مشترك، إن على إيران أن «تلتزم تماماً، ومن دون أي تحفظ، باتفاق الضمانات لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأن تقدّم للوكالة، بلا تأخير، معلومات دقيقة حول المواد والمنشآت النووية، وتمكينها من التحقق منها».
وفي مقابلة نُشرت الأسبوع الماضي، قال عباس عراقجي إن: “تفتيش المواقع التي تعرضت للهجوم في يونيو يتطلب نهجاً جديداً”.
ويزور عراقجي باريس تلبيةً لدعوة وزير الخارجية الفرنسي، وذلك بعد وصوله الثلاثاء إلى لاهاي للمشاركة في المؤتمر السنوي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.
وأشار بيان فرنسي إلى أن الوزيرين ناقشا ملفات إقليمية حساسة، حيث أكد باروه رغبة بلاده في دعم لبنان على طريق تعزيز سيادته وأمنه، والمساهمة في تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، والعمل على إعادة إطلاق مسار سياسي «موثوق» يقود إلى تنفيذ حلّ الدولتين.
وفي ما يتعلّق بالمواطنين الفرنسيين المحتجزين، شدّد باروه على: “ضرورة إيجاد حل سريع لوضع سيسيل كولر وجاك باريس، اللذين يقيمان حالياً داخل السفارة الفرنسية في طهران بعد الإفراج المشروط عنهما”، مشددًا على: “ضرورة تمكنهما من العودة إلى فرنسا في أقرب الآجال”.
وقال عراقجي، في مقابلة مع قناة فرانس 24، إن: “عملية تبادل كولر وباريس بالمواطنة الإيرانية مهدية إسفندياري ستتم فور انتهاء الإجراءات القانونية والقضائية”.
وأوضح أن: “الاتفاق أُنجز، ونحن بانتظار استكمال الإجراءات القانونية في كلا البلدين”، بحسب ما نقلته وكالة الصحافة الفرنسية.
يذكر ان، مهدية إسفندياري أوقفت في شباط، بتهمة “الترويج للإرهاب”، ثم أُفرج عنها في 22 تشرين الأول، خلافاً لتوصية النيابة العامة، مع إخضاعها لمراقبة قضائية تمنعها من مغادرة فرنسا حتى موعد محاكمتها المقرر في الفترة من 13 إلى 16 كانون الثاني. حيث نُقلت إلى السفارة الإيرانية في باريس في أوائل تشرين الثاني.
وتحاكم إسفندياري على خلفية سلسلة من المنشورات على الإنترنت، اعتبرت أنها: “تُمجّد الهجمات التي وقعت في إسرائيل في 7 أكتوبر 2023، وتحرض على أعمال إرهاب وإيذاء للجالية اليهودية”.
وأضاف عراقجي: “آمل، وأعتقد، أن يتم الانتهاء من ذلك خلال الشهرين المقبلين”.
أما بالنسبة لسيسيل كولر وجاك باريس، اللذين سُمح لهما بمغادرة السجن دون السماح بمغادرة إيران، فقد اكتملت الإجراءات القضائية بحقهما. وكان القضاء الإيراني قد حكم عليهما منتصف أكتوبر بالسجن 20 و17 عاماً على التوالي، بتهم أبرزها التجسس لصالح المخابرات الفرنسية والإسرائيلية، بعد أكثر من ثلاث سنوات ونصف سنة في السجن.
وأشار عراقجي: “صدر الحكم، ولكن وفق القانون الإيراني، يمكن تنفيذ عمليات تبادل السجناء بناءً على مقتضيات المصلحة الوطنية، ويتم تحديدها في إطار مجلس الأمن القومي الإيراني”. وختم: “كل شيء جاهز، ونحن بانتظار انتهاء الإجراءات القانونية في فرنسا”.



