أضواء تنطفئ في درب الرزق

خواطر اليوم: أضواء تنطفئ في درب الرزق
رحيلٌ جديد يطرق باب الوجع.
ثلاثة شباب خرجوا في صباحٍ عادي،
حملوا خبزهم وأحلامهم،
ثم واجهوا نارًا لا تعرف الرحمة،
وتركوها خلفهم تشتعل في صدورنا نحن.
أنطونيو… محمد… زياد…
خطوات كانوا يمشون بها نحو لقمة شريفة،
فأوقفتها فجأة شرارةٌ لا تسمع الاستغاثة.
أرواح تصعد، وقلوبٌ على الأرض تتفتّت،
وكأن الفقد صار ضيفًا يعرف طريقه إلينا دون موعد.
ليست المرة الأولى التي تُطفئ النيرانُ أعمارَ العاملين،
فكم من موظف راح يبحث عن رزقه.
فعاد حلمه وحده من دون جسده.
تكرّر المشهد وكأن القدر يختبر صبر هذا الوطن كل عام.
لكن ذكراهم لا تحترق.
بل تبقى مثل نورٍ صغيرٍ يقاوم السواد،
تذكيرًا بأن من يعمل بيديه هو عمود هذا البلد،
وأن من رحلوا كانوا يصنعون حياةً لا تحترق.
في هذا اليوم، نقف كما وقفنا من قبل:
نرفع رأسنا لسماءٍ تستقبل شهداء الرزق،
ونحمل في قلوبنا وعدًا صامتًا
أن تبقى العدالة حلمًا نقاتل من أجله،
وأن يظلّ الأمل هو الشعلة التي لا تنطفئ مهما كبر الدخان.
بقلم: هويدا أبو الحسن



