عالمي

ماذا يحدث في شمال إثيوبيا؟

غازات سامة وعمود رماد شاهق… ماذا يحدث في شمال إثيوبيا؟

من إثيوبيا إلى الهند… رمادٌ يقطع آلاف الكيلومترات ويعطل السفر

أربك ثوران بركان هايلي كوبي في شمال شرقي إثيوبيا حركة الطيران فوق الهند، بعد أن تسببت سحابة رماد ضخمة في عرقلة الملاحة الجوية، ما أدى إلى إلغاء عدد من الرحلات وتغيير مسارات أخرى.

ويعد هذا الثوران الأول للبركان منذ نحو 12 ألف عام، وقد أطلق غيوماً بركانية امتدت مسافات واسعة، مؤثرة على خطوط الطيران في عدة دول.

وأعلنت شركتا الطيران الهنديتان “إير إنديا” و”أكاسا” الثلاثاء، إلغاء بعض الرحلات وتعديل مسار أخرى. وأوضحت “إير إنديا” أنها ألغت 11 رحلة يومي الإثنين والثلاثاء، لتنفيذ فحوصات احترازية للطائرات التي مرت فوق مناطق متأثرة بالرماد، وذلك بعد توجيهات من هيئة الطيران المدني الهندية، وفق وكالة “رويترز”.

وأشارت التقارير إلى أن معظم الرحلات المتضررة كانت في مطار دلهي، وشملت رحلات مغادرة وعودة، بينما تم إلغاء ما لا يقل عن سبع رحلات دولية وتأجيل عشر رحلات إضافية، بحسب وكالة “برس تراست أوف إنديا”.

من جانبها، أعلنت وزارة الطيران المدني الهندية إعادة توجيه عدد من الرحلات كإجراء احترازي، في حين أصدرت هيئة المطارات إشعارات للطائرات المتأثرة.

وأفادت إدارة الأرصاد الهندية بأن الرماد البركاني رُصد على ارتفاع يقارب 10 كيلومترات، ويتجه نحو الغرب باتجاه الصين، بينما يتوقع أن يغادر المجال الجوي الهندي في وقت لاحق من مساء الثلاثاء.

وبحسب موقع تتبع الرحلات “فلايت رادار 24″، فقد امتدت سحابة الرماد الثلاثاء لتغطي أجزاء من باكستان وشمال الهند بعد عبورها أجواء اليمن وعُمان.

ثوران نادر لبركان “هايلي غوبي” في إثيوبيا للمرة الأولى منذ 12 ألف عام

سجّل بركان هايلي غوبي الواقع في شمال شرقي إثيوبيا، الأحد، ثورانه الأول منذ نحو 12 ألف عام، وفق ما أفاد برنامج علم البراكين العالمي التابع لمؤسسة سميثسونيان. ويُعد هذا الحدث من أندر الظواهر الجيولوجية في المنطقة.

ويقع البركان في إقليم عفر على بعد حوالى 800 كيلومتر شمال شرقي العاصمة أديس أبابا، وبالقرب من الحدود مع إريتريا، ضمن واحدة من أكثر المناطق البركانية نشاطاً في القارة الإفريقية.

ويمثّل هايلي غوبي جزءاً من وادي الصدع العظيم، المنطقة التي تشهد اضطرابات جيولوجية مستمرة ناجمة عن حركة الصفائح التكتونية، ما يؤدي إلى نشاط بركاني وزلزالي متواصل، إضافة إلى انبعاث غازات تصل إلى ارتفاع قد يبلغ 15 كيلومتراً.

وأوضح البرنامج الجيولوجي العالمي أنه لم يُسجّل أي ثوران لهذا البركان منذ العصر الهولوسيني، وهي فترة بدأت قبل نحو 12 ألف سنة في نهاية العصر الجليدي الأخير. كما أكد عالم البراكين في جامعة ميشيغن، سايمن كارن، عبر منصة “بلوسكاي”، أن البركان لم يُظهر أي نشاط معروف خلال تلك الفترة الطويلة.

هل يؤثر ثوران البركان على المناخ؟

يرتبط التأثير المناخي المحتمل للثوران الجديد بكمية الرماد وثاني أكسيد الكبريت (SO₂) التي قد تصل إلى طبقة الستراتوسفير. إذ يمكن لغاز SO₂ عند تحوله إلى هباءات كبريتات أن يعكس جزءاً من أشعة الشمس، ما يؤدي إلى انخفاض طفيف في درجات الحرارة عالميًا يستمر من أشهر إلى سنة، وفق حجم الانبعاثات.

وقد تسجل منطقة شرق إفريقيا والشرق الأوسط تغيرات محلية في درجات الحرارة وأنماط الأمطار، بينما يمكن للرماد البركاني أن يؤثر على تشكّل الغيوم وهطول الأمطار في المناطق القريبة من موقع الثوران.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Social Media Auto Publish Powered By : XYZScripts.com