افتتاح متحف الاستقلال في قلعة راشيا

افتتاح متحف الاستقلال في قلعة راشيا برعاية الرئيس عون ممثلاً بالسيدة الأولى نعمت عون
رعى رئيس الجمهورية جوزاف عون ممثلاً بالسيدة الأولى نعمت عون حفل افتتاح متحف الإستقلال بدعوة من بلدية راشيا الوادي الذي تم تأهيله وتجهيزه بهبة من مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية ممثلة بالوزيرة السابقة ليلى الصلح حمادة.
حضرالإحتفال نائب رئيس مجلس النواب الاسبق إيلي الفرزلي، وزيرة التربية والتعليم العالي ريما كرامي، وزير الثقافة غسان سلامة، وزيرة السياحة لورا الخازن لحود، وزيرة البيئة تمارا الزين، عضو كتلة “اللقاء الديمقراطي” النائب وائل ابو فاعور وعقيلته، النائب ياسين ياسين، النائب شربل مارون، النائب السابق فيصل الداود، منى الهراوي، ممثل قائد الجيش العميد خالد الخطيب، مستشار رئيس الجمهورية مدير المخابرات السابق العميد انطوان منصور، قائمقام راشيا نبيل المصري، قائمقام البقاع الغربي وسام نسبيه، رئيس اتحاد بلديات جبل الشيخ نظام مهنا، رئيس إتحاد بلديات قلعة الإستقلال ياسر خليل، رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي وفاعليات.

كما حضر ممثل شيخ العقل لطائفة الموحدين الدروز مستشاره الشيخ فريد ابو ابراهيم، ممثل مفتي راشيا الشيخ وفيق حجازي مسؤول الشؤون الدينية ابراهيم حسين، المطران جوزيف معوض، ممثل المطران شارل مراد، الشيخ عباس ذيبي، مدير مكتب مفتي راشيا الشيخ يوسف الرفيع، أعضاء من المجلس المذهبي الدرزي ورجال دين.
وبعد جولة في أرجاء القلعة والمتحف تخللها شرح تفصيلي عن التقنيات المستخدمة وأقسام المتحف ومضمونه قدمه مدير مؤسسة الوليد بن طلال الإنسانية عبد السلام ماريني، جال الحضور في الغرف التي سجن فيها رجالات الإستقلال قبل بدء الإحتفال.
قدم الإحتفال الإعلامي جورج صليبي فرأى ان المناسبة” وطنية عزيزة، تعيد الينا روح العام 1943، يوم وقف اللبنانيون صفا واحدا ليصنعوا استقلال وطنهم”، معتبرا ان “هذا المتحف ليس مجرد مساحة عرض، بل مساحة ذاكرة”.

وألقى رئيس بلدية راشيا رشراش ناجي كلمة قال فيها: “في هذا اليومِ المجيدِ من تاريخِ وطنِنا، نقفُ جميعاً صفاً واحداً نحيي ذكرى الاستقلال، في تلك الليلةِ التي انتزعَ فيها أبطالُنا حقَّهم في الحريةِ أثبتوا أنّٕ إرادةَ الشعوبِ لا تُقهرُ وأنَّ الأوطانَ تُبنى بالتضحياتِ وتُصانُ بالعزمِ والإيمانِ.
فخامةَ الرئيس إنَّ حضورَ السيدةِ الأولى بيننا اليوم، ليسَ مجردَ مشاركةٍ رمزية ، بل هو رسالةٌ واضحةٌ بأن مسيرةَ الوطنِ مستمرةٌ بكم ومعكم ، وأنَّ رايةَ الاستقلالِ التي رُفعت قبلَ عقود ، لا تزالُ تحلقُ عاليةً في سماءِ هذا البلدِ حاملةً آمالَ شعبِه وتطلعاتِ شبابِه.
إنَّ إحياءَ الذكرى هذا العام، له معنًى خاص ، فبدءا من اليوم وصاعداً ستُروى حكايةُ الاستقلال ، وبصوتِ رجالاتِ الاستقلال ، في قلعةِ راشيا ، مع افتتاحِ متحفٍ مزودٍ بأحدثِ التقنياتِ الصوتيةِ والمرئيةِ ليخلدَ رجالاتٌ قالوا لهذه القلعةِ سنكونُ وإياكِ حكايةَ تتوارثُها الأجيالُ ؛ في هذه القلعةِ حفرَت معالي السيدةُ الفاضلةُ ليلى الصلح حمادي اسمَها على كلِّ حجرٍ فيها فأعادَت الحياةَ إليها، وهمسَت في أذنِ التاريخ : توقفْ ، هنا بزغَ فجرُ الاستقلال ، هنا أبطالُ المجدِ والتاريخ ، هنا الأصالةُ والعنفوان.
وكما كان للاستقلالِ رجالاتُه كذلك كانَ لهُ حُماتُه ، وحافِظوا صيغتَه الفريدة ، فتحيةً من راشيا إلى الزعيمِ الوطني وليد بك جنبلاط ، المؤتمنِ على وحدةِ الكيانِ اللبنانيِّ وتنوعِه ،وفرادتِه .
وفي هذه المناسبةِ العزيزةِ نحيي رجالَ الجيشِ اللبناني وننحني إجلالاً أمامَ دماءِ الشهداءِ ونؤكدُ بأنَّ تضحياتِهم ستبقى نبراساً نهتدي به”.
وزيرة السياحة لورا الخازن لحود قالت في كلمتها:
“ما كانَ مِن مَكان نَحْتَفِل بِهِ باسْتِقْلال لُبنان أَكْثَر رَمْزِيَّة مِنْ راشيّا، هُنا، في راشيّا، وُلِدَ الاسْتِقْلال وَصِيغَتْ أُسُس الميثاق الوَطَني. هذا التُّراث الوَطَني الكَبير يَضَع راشيَّا في قَلْبِ التّاريخ اللُّبْناني، كَرَمْزٍ لِلْوِحْدَة وَالتَّلاقي بَيْنَ المُواطِنين مِن كافّةْ مُكَوِّنات الوَطَن. افْتِتاح مَتْحَف الاسْتِقْلال في هذا العام بِالذّات، يَحْمِل رَسائِل إَضافِيَّة. لُبنان حَزَمَ أَمْرَهُ. الاسْتِقْلال والسِّيادَة هُما خَيارُنا وَقَدَرُنا.
إِذا كانَ لِلاسْتِقْلال قَلْعَتُهُ في راشيّا، فَالسِّيادَة هِي القَلْعَة الحامِيَة لِلاسْتِقْلال في القُلوب وفي الدُّسْتور. سِيادة تَمْتَدُّ عَلى كُلِّ تُرابِ الوَطَن، دونَ اسْتِثناء أَوْ تَبْرير. سِيادَة في الدِّفاع عَن وِحْدَةْ أَراضينا ضِدَّ كُلِّ اعْتِداء أَو احْتِلال. سِيادَة هِي إِرادَة وَضَرورَة وَطَنِيَّة، حَيَوِيَّة، قَبْلَ أَنْ تَكون مَطْلَب أَيّ طَرَف خارِجي. سِيادَة تُعَمِّق الشُّعور بالانْتِماء. الانْتِماء إِلى الجُذور وَالأَصالَة وَإِلى رُؤْيَة مُسْتَقْبَلِيَّة لِوَطَنٍ مُزْدَهِر.
هذا المَتْحَف، وَكُلُّ العَمَلِ الإِنْمائيّ اللافِت الذي يَحْصَل في راشَيّا، مِن تَجْديد السّوق التُّراثي، وَمَشاريع الإِنارَة التي تُضيء عَلى الجَمال، وَعَلى الفُرَصِ المُتاحَة، هُمْ تَذْكير بِدَوْرِ بَلداتِنا وَقُرانا، لا سِيَّما تِلْكَ البَعيدَة جُغٌرافِيًّا عَنِ العاصِمة. تُقَدِّمون هُنا مِثالًا لِفَضاءاتٍ جامِعَة.
اليَوْم، حِينَ نُعيدُ الحَياة إِلَى المَساحات الثَّقافِيَّة وَالتَّرْبَوِيَّة وَالرّمْزِيّة، نَقوم بِمُبادَراتٍ تُوائِم بَيْنَ دَعْمِ الاقْتِصادِ المَحَلّي وَبَيْن الحاجَة إِلى واجِبِ الذّاكِرَة في أيّ مُجْتَمَع تَعَدُّدي، تَتكاثَر فيهِ سَرْدِيّات هَدَفُها الوَحيد تَعْميقُ الانْقِسام، خِدْمَةً لِمَصالح فِئَوِيَّة ضَيِّقَة.
في راشِيّا، نُطْلِق اليَوْم قَلْعَةً تَحمي الذّاكِرَة، وَتحَمي الحَقيقة، لِنُؤَكِّد أَنَّ الجاذِبِيَّة السَّياحِيَّة في قَلْبِ القُرَى وَالبَلْدات، حَيْثُ جَمالُ العُمْران وَالنَّاس وَالتّاريخ، هِيَ المَدْخَل لِطَرْحِ الأَسْئِلَة الضَّرورِيَّة عَنْ ماضينا ومُسْتَقْبَلِنا. إِنَّنا نَنْظُر إِلى راشَيّا كَوَاحَة جَمالِيَّة وَتاريخِيَّة، كَقاطِرَة لِلتَّنْمِيَة في البِقاع الغَرْبي وَالجَنوبي. حينَ تَزْدَهِر راشَيّا، فَهِيَ تُنْعِش مُحيطَها، وَتَخْلِق فُرَصَ عَمَل لِشبابِها ولِشَبابِ الجِوار، وَتَبْني جُسورًا لِلتَّلاقي بَيْنَ أَهْلِها وَأَهْلِ القُرَى المُجاوِرة، مُجَسِّدَةً مِعنْى الميثاق الوَطَني والحَياةِ المُشْتَرَكَة، عَلى أَرْضِ الواقِع. وَمَعْ ذلِك، لا يُمْكِنُنا أَنْ نَتَجاهَلَ التَّحَدِّيات. المِنطَقَة بِكامِلِها تُواجِه مَخاطِر كَبيرة، وَاحْتِمال أَنْ تَتَسَرَّب التَّوَتُّرات الإِقْليمِيَّة أَوْ الانْقِسامات الدّاخِلِيَّة المُجاوِرَة إِلى نَسيجِنا الوَطَني يَبْقَى هاجِسًا.
مَسْؤولِيَّتُنا أَنْ نُصْغي لِمَن اخْتارَ الحِكْمَة نَهْجًا لِلْقِيادَة وَلِمُواجَهَةِ المَخاطِر، وَأَن نُوَجِّه لَهُ التَّحيَّة وَالتَّقدير. في راشيّا، كُلُّ حَجَر يُؤكِّد أَنَّ لُبْنان بَلَدٌ يَرْفُض الاسْتِسْلام، بَلَدٌ يَتَجَدَّد دائِمًا”
وألقى الوزير سلامة كلمة قال فيها: “تراجع نفوذ الدولة اللبنانية وتراجعت هيبتها خلال عقود وعقود ومن الأمثلة على ذلك التقاعص وعدم اهتمامنا بهذا المكان الذي هو قبلة اللبنانيين إن سعوا لفهم تاريخهم أو تذكروا من جاء لهم باستقلالهم، لذلك فإني بتأثر كبير أشكر كل من بادر لإحياء هذا المكان من خلال إنشاء متحف مختص بالاستقلال يجاور المتحف العسكري الموجود في الشق التابع لوزارة الدفاع من هذه القلعة الجبارة ويذكر الأجيال الصاعدة من اللبنانيين بأن استقلالهم لم يُمنح لهم بل أُخِذ عنوةً من الذين كانوا قد سرقوه”.
وتابع: “أشكر من بادر إلى ذلك أشكر أولاً مؤسسة الأمير وليد بن طلال وهي مؤسسة رأيت نشاطها في غير مكان غير الصداقة التي جمعتني بمؤسسها أحيي السيدة ليلى الصلح حمادة على اختيارها لهذا الموقع لما يعنيه ليس فقط لعائلتها الكريمة وإنما لعموم اللبنانيين لإحياء ذكرى من قاوم ومن استشهد ومن عمل لكي تكون لهذه البلاد سيادة حقيقية. أشكر بلدية راشيا وأشكر الصديق النائب وائل ابو فاعور الذي هو دوماً في خدمة هذه المنطقة أشكركم جميعاً على هذا الجهد الجبار الذي سمح لنا اليوم بالتواجد في هذا المكان العابق بالتاريخ وبالشهادة وبالوطنية ويسرني أن أقول إن وزارة الثقافة التي كانت بعيدة عن هذا الموقع رغم أنها قيمة عليه ستقوم بكامل مسؤوليتها بعد اليوم للحفاظ على هذا الإنجاز الكبير لذلك فإن حرساً خمسة سيكونون في هذا المكان على طول النهار لذلك فإن دليلاً أو أكثر من دليل سيكون موجوداً في هذا المكان لإستقبال الوفود التي ستأتي لزيارته ويسرني أن أقول أنه سيكون على طاولة مجلس الوزراء هذا الأسبوع قرار بتشكيل للمرة الأولى الهيئة العليا للمتاحف في لبنان التي ستتولى شؤون المتاحف لقد وضعت هذا القانون منذ 25 عاماً وبقي حبراً على وراق وأنا سعيد بأني سأعيد إحياءه وسأعين أعضاء هذه الهيئة المهمة التي ستكون مهامها الأساسية أولاً سحب كلمة متحف من عدد من الأماكن التي لا تستحقها عبر الأراضي اللبنانية وثانياً الاهتمام بالمتاحف العديدة الموجودة على أرضنا”.



