كتب علي الصلح
ها قد مرت أربعة أشهر على انتهاء ولاية رئيس الجمهورية السابق ميشال عون ومازال المجلس النيابي واقع في التخبط السياسي وغير قادر على إنتخاب رئيس ينقذ لبنان من الأزمات التي تتوالى عليه تباعاً.
أربعة أشهر والنواب يعيشون حالة اللّا إحساس بالمسؤولية التي تقع عليهم، فكل حزب من الاحزاب المكرّس إسمها تريد إلقاء القبض على منصب رئاسة الجمهورية للحفاظ على مصالحها، فمنهم من يريده للحفاظ على المق.او.مة، ومنهم من يريده للتمكن من الحكومة، ومنهم من يريده للسيطرة على الدولة وإستكمال مسيرته بالتعطيل.
نعم تتقاتل الاحزاب على هذا المنصب للحفاظ على مصالحها وليس للحفاظ على وطن إسمه لبنان، ولنبدأ بخطاب الس.يد حس.ن نص.ر الله الذي اعترف بحاجته لرئيس يحمي سلاح الم.قا.وم.ة وعدم غدره ولكنه لم يتم تحديد إسم معين من قبل كتلتهم النيابية على الرغم من وضوح مرشحهم وهو سليمان فرنجية ولكنهم مازالوا متحفظين، أما رئيس التيار الوطني الحر جب.ر.ان با.سي.ل ما زال يمارس هوايته الأحب على قلبه ألا وهي التعطيل بحجة حماية حقوق المسيحيين، وللمناسبة فإن حقوق المسيحيين لم تتأذى إلا على يديْه، أما في ملف الرئاسة فبعد تأكده بإستحالة الوصول للكرسي، يسعى الصهر المدلل إلى الإتيان برئيس يُؤمِّن له حصصه من الحكومات وأبرز ما يسعى له هو وزارة الطاقة وهذا ما اعترف به بلسانه في آخر تصريحٍ له عندما قال “ما تتخايلوا نتركلن وزارة الطاقة بعد إنجاز الترسيم يلي عمله الرئيس ميشال عون” وبقي متحفظاً على طرح أي إسم منعاً لدخوله بمواجهة مباشرة مع ح.ز.ب. الله.
أما عن حزب القوات اللبنانية، فهم يحاولون إنتخاب رئيس تغييري مستقل وهذا ما برز من خلال تسميتهم النائب ميشال معوض في الجلسات السابقة، ولكنهم يعلمون علم اليقين أنه ليس باستطاعتهم إنتخاب رئيس بمفردهم ورغم ذلك مازالوا يرفضون الحوار مع أي جهة كانت وآخرها الإجتماع الذي دعت إليه بكركي ورفضوه.
أما حركة أمل فهي تسعى لإيصال مرشحها سليمان فرنجية ولكن لم تعلنه بعد، منعاً لإحتراق إسمه وسقوط ورقته.
أما النواب السنة المتمثل قرارهم في تكتل الإعتدال الوطني فما زالوا ينتظرون تبلور الأمور ليعلنوا مرشحهم، فهم ومع خروج الرئيس سعد الحريري يعيشون حالة تشرذم واضحة وغير قادرين على التأثير في أي إستحقاق بسبب تفرقهم في عدة كتل نيابية.
أما موقف الدول الخمسة المهتمة بالشأن اللبناني وهي فرنسا وأميركا والسعودية وقطر ومصر فهم لم يتدخلوا بالأسماء بعد ولكنهم أعلنوا مواصفات الرئيس القادر على إنقاذ لبنان وإستعادة العلاقات الخارجية مع الدول العربية والإقليمية.
وفي الآونة الأخيرة برز إسم قائد الجيش العماد جوزيف عون ليكون رئيسا للجمهورية بسبب حسن إدارته للمؤسسة العسكرية في أصعب الظروف، بالاضافة لعلاقاته مع دول الخليج ودول الغرب خصوصاً أميركا وقطر حتى أنه لم يلقى إعتراض النواب عليه سوى التيار الوطني الحر بحجة تدخله بصلاحيات وزير الدفاع كما وأنه يمتاز بالمواصفات الصادرة عن الدول الخمسة.
وأخيراً وليس آخرا، العصفورية في لبنان باقية لأجلٍ غير مسمى وبما أنّ كل حزب متمسك برأيه فإن أزمة الشغور الرئاسي طويلة.