أملٌ يكسرُ الأمواج
لم تشرب وردتها من العمر ما يكفي لتبقى مواجهةً الظّلم و جفاف الأرض .الطّفل الذي يسكن داخلها عاش يتيمًا ودائمًا ما كان يرتعش قلبه أمام كلّ مكتبة او بائع ورد ،قلمها كان بحاجة إلى الرّوح والجسّر الملون .فاللون الاسود لا يمكنه ان يعطي الألوان، أغصان الزّيتون خاصّتها ينقصها السلام…
كان افضل ما يثير اهتمامها قراءة قصائد المتنبي وامير الشعراء ،كأنها تعيش في دنيا الشعر …فلديها يقين بأن الإنسان مهما تقدّم وتطوّر في العصر التّكنولوجي يبقى لديه جانب مشبع بالمشاعر والأحاسيس المتناثرة وهو من يختار مصيره إما ان يطغى على تلك المشاعر أو يغرق في شرح مشاعره للقلم والورقة.
أيا ليت حلمك تحقق يا خليل حاوي!! أيا ليتنا نهضنا من مستنقع الشّرق إلى الشّرق الجديد !ففي هذا العصر المذل المهين المعاصر للّغرب وتفاهة التّكنولوجيا خاب الظّن وتحطمت الآمال…
حسرة تغتال الكيان ،بعد التفكير بكل ما مضى ،حسِبَت أن حلمها متواضع ممكن ،وأمضت على وصفه اعماراً وأيام،خاتمته كانت خيبة تمزّق الأوراق، ونور رغم اضاءته دائمًا يشعرها بالظّلام…!
حالها كبقايا النخل الذي ينتظر السقوط واليباس عندما تضع الشّمس خيوطها عليه ،وصلت إلى ارجوحتها الطّفولية ،تأرجحت مسّرورةً لكن مختنقةً لا تعرف أمن شدّة اليأس ام من نقص الهواء ؟! حلمها كمرآةٍ تتكسر وتتفتت أمام عينيها …شظايا مؤلمة موجعة ،تباطأت الارجوحة حتى توقفت ،وغاب معها الوجه شيئاً فشيئًا.
بقلم: فرح حسن الأطرش