خاصمقالات

ثلاث سنوات وبيروت بلا لون…

ثلاث سنوات وبيروت بلا لون...

كتبت  زينات دهيني، أكثر من كابوس بحجم وطن. أكثر من ذكرى مُفجعة ،جراحٌ لا تلتئم، حجارٌ تحولت الى تحف أثرية لتبقى الحادثة رمزاً تاريخياً، تجار القهر وسماسرة الكوارث، جراحٌ لا تُقال، دموعٌ لا تُمحى، صوت بيروت تحول الى صدىً فارغ وذلك الصفر العظيم قلب حياتنا رأسا على عقب.

آب ! آه منك يا آب اصبحت الساعة السادسة وجعاً للأم، وكسرة للأب، وحرقة قلب اطفال أصبحوا في بحر اليُتم غارقون. ومن صوت الانفجار الذي أصبح مثل موسيقى اعتدنا على سماعه مثل أغنية فيروز فبكينا يا بيروت!

من بعد يومك الأليم، لبنان فقد صوابه، لم تعد حياتنا مستقيمة، لم تعد شوارعك يُشعشع منها الفرح كما قبل، أصبحوا السياسيون يمرّون مرور الكرام يلتفتون لي لحظات يتأملون، يخاطبون، محميين ولكن من سيحميكِ انت بعد كل هذا الدمار؟ احزابٌ سقطت أقنعتها، وسقطت معهم العدالة لأنهم هم الفساد بحد ذاته.

الحقيقة تبحث عن الشرفاء، وشعب بيروت وأهاليها يبحثون عن الحقيقة المكسورة بين أصحاب الدولة. تلاشت معي الحروف والوجع يزداد! كيف لي أن أروي قصة الذكرى لتصبح رواية يسمعها الصغار والكبار، في اجندة المناسبات اللبنانية سجلنا تاريخ ليصبح حداد وطني.

يؤسفني أن أكتب كلمات رثاء، يؤسفني أن أتقوقع داخل شرنقة حزن وأنا أصغي لكلمات الأهالي وأن أتمرد قهراً من بؤس كلمات المسؤولين، يؤسفني أن نبحث عن فرح ضائع في أزقة ومتاهات ولا أحد قادر أن يمسك خيط العدالة ومن راح راح والوجع صدى الاحرف في ملعب الكلمات، والكلمات أبداً لن تصبح روايات لأن الحق لا يموت والضحايا بشر وليس حجر.

سنة عن سنة يكبر الحزن في قلب الوطن كأنه وطن إعارة ليس لنا كأنه وطن استئجار، أبناءه غرباء وأرقام وضحايا.. فمن يمنح الحزن إجازة، من يلملم الجراح، من يكتب التاريخ ما بين النار والعار؟

زر الذهاب إلى الأعلى