خاصمقالات

لبنان يتجه نحو المجهول! والسبب “جدري القرود”!

خاص بِكَفّيكم: لبنان يتجه نحو المجهول! والسبب "جدري القرود"!

لبنان يتجه نحو المجهول! والسبب “جدري القرود“!

خاص بِكَفّيكم: لبنان يتجه نحو المجهول! والسبب “جدري القرود“!

 

كتبت شيماء الخطيب؛ يستعد العالم لخوض معركة جديدة في القطاع الصحي. فبعد أن ظنّ أنه قد تخلص من “كورونا” التي اجتاحت الكوكب وأودت بحياة الآلاف حول العالم، وحجزتهم في منازلهم لسنتين متتاليتين. أطلّ الآن فيروس جديد وهو “جدري القرود“. دقّت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، معلنةً حالة طوارئ صحيّة عامة على الصعيد العالمي، للمرة الثانية خلال عامين متتاليين، نتيجة ظهور متحور جديد من الوباء الفيروسي “جدري القرود“، وتفشيه من أفريقيا إلى دول أخرى خارج القارة.

وأبدت منظمة الصحة العالمية قلقها من رصد سلالة جديدة من هذا الوباء. وكذلك ارتفاع عدد الإصابات في جمهورية الكونغو الديمقراطية وباكستان والسويد واحتمال تفشيه دولياً.

أمّا في لبنان، رصدت وزارة الصحة اللبنانية إصابتين في آذار الماضي، حيث تم تشخيصهما. وتبين أنهما يحملان السلالة الجديدة من “جدري القرود“. لتضاف إلى الـ30 إصابة السابقة التي أتت إلى لبنان في العام 2022.

وأعلنت وزارة الصحة أنّه تمت معالجة هاتين الإصابتين حتى الشفاء الكامل من الفيروس. لافتةً إلى أنّهما وصلتا من دولة غير إفريقية، ما يعزز احتمال بدء انتشار المرض عالمياً.

ما هو فيروس “جدري القرود”؟

جدري القرود هو وباء يسببه فيروس حيواني المصدر. وهذا يعني أنه يمكن أن ينتقل من الحيوانات إلى البشر. وكذلك ينتشر أيضاً بين الأشخاص.

أما أعراضه عديدة. ارتفاع حرارة الجسم، الأوجاع الحادة، والطفح الجلدي، إضافةً إلى الصداع، الحمى، التهاب الحلق، تورم الغدد الليمفاوية، وآلام العضلات والظهر. وتنتقل العدوى من خلال العلاقات الجنسية، والاحتكاك بالشخص المريض من خلال ملامسة جلده ومخالطته. وعن طريق التقبيل أيضاً.

في السياق، أشارت وزارة الصحة إلى أنّ الوباء بإمكانه الانتقال من المرأة الحامل إلى جنينها خلال الولادة وأثناء الرضاعة. ومن خلال صالونات الوشم والتجميل ومن خلال ملامسة الحيوانات المصابة بهذا الفيروس أثناء صيدها أو طهيها.

وطلبت الوزارة من المواطنين في حال تشخيصهم بـ”جدري القرود“: عدم مخالطة الناس والبقاء في المنزل، غسل اليدين بالماء والصابون، واستخدام المعقمات، ارتداء الكمامة، وغسل الثياب بحرارة عالية أكثر من 60 درجة. حيث أن الشخص المصاب يبقى معدياً حتى إختفاء العوارض بشكل كامل.

على الصعيد الاقتصادي، كان لـ”كورونا” أثر سلبي عالمي. حيث تأثرت العديد من القطاعات الاقتصادية أبرزها السياحة والمطاعم والفنادق. ولم تصل بعد إلى مرحلة التعافي الكاملة.

فما الذي سيحدث في حال انتشار الفيروس الجديد؟

يقال “مصائب قومٍ عند قومٍ فوائد”. هذا بالضبط ما حدث مع شركات الرعاية الصحية حول العالم. فقفزت أسهمها مع زيادة الطلب على اللقاح المخصص لـ”جدري القرود”.

إلا أنّ لهذا الوباء أيضاً آثاره المؤذية مثل التباطؤ الاقتصادي. الذي قد ينتج عن انخفاض الدخل والاستهلاك بطريقة غير مباشرة في حال انتشار وباء جديد.

 

اقتصاد لبنان إلى زوال!

ففي لبنان، قد تكون القصة مختلفة كليّاً عن باقي دول العالم. فهذا البلد “مميز جداً” في أزماته. إن لبنان يعيش أزمة اقتصادية، بدأت في العام 2019 وتفاقمت مع انتشار وباء كورونا. إلا أن جميعنا شهدنا ما الذي حصل في المصارف اللبنانية؛ ورأينا انهيار الليرة اللبنانية التي فقدت أكثر من 70%، تقريباً من قيمتها حتى الآن.

وصحيح أنّ كورونا انتهت وتحسّن الوضع قليلاً. إلا أنّنا لا يمكن أن ننسى الحرب الموجودة في البلاد منذ حوالي الـ10 أشهر. هذه الحرب زادت الوضع الاقتصادي سوءاً وأدّت إلى انكماشه.

فماذا إن انتشر “جدري القرود“، إلى أين يمكن أن نصل؟

من المؤكد أننا سنسقط في “الهاوية” في حال انتشار هذا المرض في لبنان واضطرارنا لإغلاق البلاد كما حصل منذ عامين. إلا أنّ الأمر هذه المرّة مخيف.

خلال فترة كورونا كانت الليرة اللبنانية لا تزال صامدة قليلاً. حيث كانت قيمتها لا تزال تتراوح بين الـ2,000 والـ30 ألفاً مقابل الدولار الواحد. أمّا اليوم فالليرة تقف على هامش الـ100 ألف مقابل الدولار الواحد.

على صعيد آخر، بدأ القطاع السياحي اللبناني يتأثر في التطورات على الجبهة الجنوبية. حيث أدت التصعيدات الأمنية التي تحصل في لبنان إلى زيادة المخاوف عند الناس، وإلغاء الرحلات المتجهة إلى بيروت. وبالتالي ضرب قطاع السفر والمطاعم والفنادق. حتّى أن بعض الفنادق بدأت تتجه نحو إعطاء إجازات غير مدفوعة لموظفيها، ويبدو أنّها متجهة نحو تسريح عدد منهم.

في السياق نفسه، أدت المقاطعة التي بدأت مع الحرب في غزة وجنوب لبنان إلى إغلاق عدد كبير من فروع الشركات العالمية. وبالتالي تشهد البلاد زيادةً في البطالة وانخفاضاً بالدخل لدى الناس.
ولا يمكن أن ننسى النزوح من جنوب لبنان إلى باقي المناطق، الذي زاد العبء الاقتصادي المتأثر أصلاً بالنزوح السوري في البلاد.

وعلى الصعيد الزراعي، لا يمكن أن ننسى المحصول الزراعي الذي تعرض لضربة قاسية هذا العام ليس فقط في الجنوب بل في البلاد ككلّ. ففي الجنوب تأثر المحصول إما بفعل آثار الفسفور، الذي ترميه إسرائيل. أو بسبب غياب الزراعة أصلاً التي لحقت النزوح من الجنوب. ناهيك عن الأراضي التي تعرضت للقصف بشكل مباشر، ما أدى إلى فتك المحاصيل. كذلك، في البقاع، لم يكن المحصول الزراعي هذه السنة جيداً، حيث أنّ المزارعين تعرضوا لضربة قاسية. وباعوا محاصيلهم بخسارةٍ كبيرة.

 

فماذا إن وصلنا إلى الإغلاق بسبب “جدري القرود“؟

الجواب الواضح هو أن “لبنان لا يحتمل”. والوضع لا يسمح على كافة الأصعدة. فالناس لم تعد تمتلك شيئاً لتستند عليه في حال الإغلاق. وسنصل إلى المجهول فعلياً هذه المرة.

زر الذهاب إلى الأعلى