خاص بِكَفّيكم| كتبت رباب الأحمدية: الأم رسالة...

  • كاتب المقال : Administrator
  • 21 آذار 2024
  • التصنيف : خاص



كتبت رباب الأحمدية؛ الأم رسالةٌ ورسولٌ من الله على الأرض، وهي انعكاس لحب الله لخلقه ورعايته، إنها الحب الدائم وغير المشروط. لهذا تقوم جميع الشعوب ودول العالم بالاحتفال بعيد الأم.


أما في عالمنا العربي فكانت نشأة فكرة عيد الأم من مصر، حيث اقترحها الأخوين مصطفى وعلي أمين، مؤسسي صحيفة "الأخبار اليوم" وقد كتبها مصطفى أمين في عاموده الشهير "فكرة" واقترح بتخصيص يوم للأم، وقد لاقت الفكرة استحسانًا من قِبل أغلبية القراء وبخاصة الذين ساهموا في اختيار يوم ٢١ آذار/ مارس أول أيام فصل الربيع، فصل الولادة والحياة. فصل تتفتح فيه الأزهار وتتبرعم، وينبت الزرع وتدفأ الأرض، فيه الجمال والإشراق والعطاء، كما يختلف عن باقي الفصول إذ يشبه الأم في عطائها وحبها وجمالها.


ستأخذنا أفكارنا ومخيلتنا باتجاه مغاير ومختلف عن صورة الأم اللبنانية والأم المثالية المعطاءة والمضحية والصامدة دائماً في وجه الصعاب التي نعرفها ونحبها، لنتحدث عن أمور مختلفة لكنها تمثلها.


الأم تحمل طفلها الصغير الباكي على يدها اليسرى وتهدهد له فيسكت، قد يبدو الأمر طبيعياً وبمحض الصدفة، لكن عالمة الأعصاب وأستاذة علم النفس العصبي في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا في تروند هايم "فان دير مير" توضح سبب ذلك السكوت، وهو أن الطفل قريب، ويلامس قلب إمه أثناء هذه الوضعية، ليتسهل الترابط الحسي بين الأم وطفلها. مضيفةً إلى ذلك، أن الجانب الأيسر من دماغ المرأة مسؤول عن العاطفة والعمليات الحسية، وهذا ما يؤثر في العملية أيضًا.


أما الأم المرضعة، فتختلف تركيبة الحليب التي تزود أطفالها به، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا. ويعود السبب في ذلك إلى الوضع الأقتصادي للأم بحسب ما نشرته المجلة الأميركية للانتربيولوجيا الفيزيائية. لأن الأم الغنية يكون نظامها الغذائي منوّع وغني بالبروتين والدهون نظراً لتناولها وجبات وفيرة من اللحوم والاسماك، ليتكوّن حليبها من الدهون بنسبة ٢.٨٪ للرضع الذكور و ١.٧٪ للرضع الإناث.


بينما تكون نسبة البروتين في حليب الأم الفقيرة أو الميسورة الحال -والتي يفتقر نظامها الغذائي إلى اللحوم والأسماك- ٢.٣٪ للرضع الذكور و٢.٦٪ للرضع الإناث. وتجدر الإشارة إلى أن تفاوت نسبة البروتين بين الجنسين إلى احتياج الذكور لكمية أكبر من البروتين مقارنةً بالإناث.


إلا أن قبلات الأم وغمراتها هي ذاتها للفتيان والفتيات، فقبلة الأم شافية، تزيل الألم وتقوّي الجانب العاطفي بينها وبين طفلها. ولكن دائماً ما يحذر الأطباء من تقبيل الأطفال وبخاصة الرضع من قبل الآخرين لما ينقل إليهم الأمراض والفيروسات، ويتسبب لهم بالأذى.


ولتتجسد قدرة الخالق على الأرض، وتتكاثر البشرية، وضع رب العالمين في المرأة قدرة تحمّل عظيمة على تحمّل الألم، ولعلّها تتمثّل بمدى تحمل ألم المخاض والولادة.


فالمرأة كي تصبح أماً، تعاني وتجاهب مخاطر ومعاناة الإنجاب والولادة الصعبة والعصيبة. فبعض الأمهات يشعرنَ وكأنهنَّ على وشك الموت ولكن هذا لا يثنيهنَّ عن الإنجاب، والبعض الآخر يقول أنه: "كألم الظهر الشديد، أو كألم تكسر العظام" ... ولكن المقولة المشتركة التي توحد كل الأمهات هي أنه:" الألم الأكثر عذوبة في هذه الحياة".


والله على كل شيء قدير، فسخَّر العلم والطب والأطباء من أجل تطور العلاجات في مجال الصحة الإنجابية، ليتحقق حلم كثير من النساء الذين يواجهنَ صعوبات في الحمل والأنجاب. وفي حالاتٍ نادرةٍ جداً أو إذا صحَّ التعبير بمعجزةٍ إلهية تمكنت بعض النساء من الإنجاب في عمر تجاوز ٥٠ عاماً وتميزت هذه النساء بإنجاب التوائم بعد خضوعهنَّ لعلاجات الخصوبة.

سجل التاريخ الطبي "لينا مارسيلا مدينا دي خورادو" على أنها أصغر أم وضعت مولودها في سن الخمس سنوات وسبعة أشهر وواحد وعشرين يوماً، ويشوب هذه الحالة الكثير من الغموض التساؤلات وهذه الحالة النادرة تسمى "البلوغ المبكر".

ورغم ذلك فأمهات عديدات لقينَ حتفهنَّ في البلدان المتأثرة بالصراعات والحروب والبلدان النامية، كذلك في الدول الأكثر فقراً بحسب وكالات الأمم المتحدة حيث تموت امرأة واحدة كل دقيقتين بسبب الحمل أو الولادة.


ختامًا، تحية تقديرٍ واحترامٍ لكل أمهات العالم، على كل ما قدموه من تضحيات وتنازلات، وعلى كل ما يقدمونه من إنجازات على كافة الأصعدة وفي مختلف المجالات للمشاركة في بناء الأجيال والأوطان.





الملفات المرفقة مع الخبر

    صورة الاعلان
    زر الذهاب إلى الأعلى