خاص بِكَفّيكم| السيناريوهات المحتملة للأوضاع في غز.ة بعد الحرب...

  • كاتب المقال : Administrator
  • 27 شباط 2024
  • التصنيف : خاص

كتبت رباب الأحمدية لموقع بِكَفّيكم؛ 

يشهد قطاع غز.ة أشرس حر.بٍ على الإطلاق منذ أكثر من ثلاثة أشهر، كونها حربًا سياسيةً وعسكريةً في الوقت عينه، وهذه الحرب جاءت ردًا على عملية طوفان الأقصى. أما الهدف منها فالقضاء على حركة حما.س العسكرية نهائيًّا، وتأسيس مستوطنات داخل القطاع فضلًا عن إقامة نظام مدني تحت سيطرة عسكرية إسرا.ئيلية على غرار الحال في الضفة.

وحتى الآن لاتزال الصورة ضبابية حول ما ستؤول إليه الأمور في قطاع غز.ة، فكيف سيكون المشهد السياسي والعسكري بعد انتهاء الحرب؟



تدور في الأفق عدة سيناريوهات، حول قطاع عز.ة بعد الحرب. 


السيناريو الأول، يرجح احتمالية الاجتياح البري للقوات الإسرا.ئيلية على الأراضي الفلسطينية داخل قطاع غز.ة، خاصة أنه سبق لإسرا.ئيل أن أعلنت عن إمكانية القيام بذلك بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية. وقد حشدت إسرا.ئيل لذلك قواتها العسكرية وآلياتها الثقيلة على حدود غز.ة، رغم الخطر الذي ستتعرض له.


أولا، لأن دخول غز.ة برًا سيكلف إسرا.ئيل خسائر كبيرة في صفوف جنودها، وكذلك في الآليات العسك.رية لأنها ستكون على مواجهة مع "حرب عصابات" وهذا ما تتقنه المقا.ومة الفلسط.ينية بامتياز.


ثانياً، أنّ هذا الاجتياح البري سيفتح الجب.هة الشمالية عليها أي جبهة حز.ب الله، خاصة وأن الحزب أعلن رسميًّا مرارًا وتكرارًا، أنه سيدخل الحرب بكامل قوته العسكرية وسيبذل كل الامكانيات والسبل المتاحة وغير المتاحة في حال اجتاحت إسرا.ئيل قطاع غز.ة برًّا.


 هذا السيناريو المحتمل سيكون الاسوء بالنسبة لإسرا.ئيل، اذ أنها ستكون بمواجهة عسكرية على ثلاث جبهات؛ جبهة غز.ة مع حرب عصابات وأنفاق، جبهة حز.ب الله بقوته العسكرية القتالية العالية من ناحية الجنود والعتاد، وتجربة عسكرية في سوريا تخوله التوغل إلى العمق الفلسط.يني المحتل. 

أخيرًا، جبهة الضفة الغربية التي تشكّل وكر الخلايا النائمة المتوقع استيقاظها في أي وقت للقيام بعمليات عسكرية نوعية وخطيرة، تسيطر من خلالها على قواعد عسكرية وأمنية للقوات الإسرا.ئيلية. 

هذه الجبهات مجتمعة سوف تجعل إسرا.ئيل أقرب إلى الانهيار والزوال، لتفتح الطريق أمام مفاوضات دولية لوقف القتال وحماية إسرا.ئيل.


بينما يطرح السيناريو الثاني إمكانية التدخل العسكري الأميركي بشكل مباشر على الأراضي الفلسط.ينية - قطاع غز.ة تحديدًا، وذلك منعاً لهزيمة إسرا.ئيل وإضعاف قوتها ووجودها في المنطقة، ما سيعيد القوى الإسلامية والعربية الى نفوذ سابق، وتمكين السيطرة على مركز القوة في المنطقة وهو بيت المقدس اي السيطرة على الصواريخ النووية التي تمتلكها إسرا.ئيل، وكذلك مفاعل "ديمونا" النووية.


ويشير البعض إلى أن إسرا.ئيل قادرة على قصف غز.ة وجنوب لبنان بهذه الصواريخ النووية. لكنهم يخطئون في تفكيرهم هذا. اذ ان إسرا.ئيل لا يمكنها استعمال هذه الصواريخ، إلا في حال حرب عالمية نووية. واستخدامها سيكون موجهًا الى المناطق البعيدة جغرافيًّا، كما ان استخدامها على المناطق ذات الحيز الجغرافي القريب، سيكون بمثابة قصف الشعب الإسرا.ئيلي نفسه لنفسه، لأن تداعيات وإشعاعات الصواريخ النووية لن تفرق بين شعب وآخر أو منطقة وأخرى، وبالتالي ستتدمر الحياة في المنطقة العربية بأكملها.



 أما السيناريو الثالث، فيقوم على فرضية اكتفاء إسرا.ئيل بهذا القصف الجوي العنيف على غز.ة. وإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر في الأرواح والممتلكات والبنى التحتية، لتقول للداخل الإسرا.ئيلي من خلال ضرباتها الجوية التدميرية والإبادية، أنها انتقمت من عملية طوفان الأقصى، لتتحول بعدها إلى هدنة ثم إلى مفاوضات مع حما.س من أجل وقف القتال وتبادل الأسرى. خاصة، أن ما يدور في الكواليس يرجح أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إتساع رقعة الحر.ب.



إلا أن السيناريو الرابع، يتحدث عن تشكيل إدارة عربية تضم عدة دول عربية، أي دول من بين اعضاء جامعة الدول العربية، كي تقوم بإدارة قطاع غز.ة بالتعاون مع السلطة الفلسط.ينية. ولكن عوائق كثيرة تعيق هذا السيناريو ولعل أبرزها، ردود فعل الجماهير العربية التي ملأت إعتصاماتها وتظاهراتها الشوارع العربية منذ اندلاع الحرب في غز.ة، ولطالمة عبرت هذه الحشود عن دعمها للشعب الفلسط.يني بشكل عام وقطاع غز.ة بشكل خاص. وأنها ستعارض هكذا سيناريو، معتبرة إياه استغلالًا للشعب الفلسطيني وتآمر عليه.



تقوم هذه السيناريوهات، على الافتراض المسبق بهزيمة المقا.ومة الفلسط.ينية وكأنها حقيقة قائمة لا ينتابها الشك. وأن حركة حما.س والفصائل الفلسط.ينية ستخرج من دائرة العمل السياسي والعسكري. 

ولكن هذا الافتراض يبدو بعيد المنال، خاصة وأن نتائج المعركة في غز.ة لم تتبلور ملامحها بعد.


الإجابة على هذه السيناريوهات، وما ستؤول اليه الاوضاع ما بعد حر.ب غز.ة ليست بهذه السهولة. 


ولعل تعدد هذه السيناريوهات التي تطرح في الأروقة السياسية، تحمل في طياتها سيناريوهات أخرى لم تكشف خفاياها بعد.


لتبقى كافة الأمور، مرهونة بوضع الحر.ب الدائرة بين إسرا.ئيل وغز.ة على أرض الواقع. وإلى متى ستستمر هذه الحر.ب على ما هي عليه؟ وهل ستتوسع دائرتها لتشمل دول إخرى؟





الملفات المرفقة مع الخبر

    صورة الاعلان
    زر الذهاب إلى الأعلى